الزلازل في تركيا – تاريخ طويل واستعداد للزلزال الأكبر
في عالم يتعامل مع العديد من الظواهر الطبيعية التي تشكل تحدياً دائماً أمام البشر، تبرز الزلازل كواحدة من أكثرها تأثيراً وانتشاراً. وعلى الرغم من أن الزلازل قد تضرب في مناطق متعددة حول العالم، إلا أن تركيا تعتبر واحدة من البلدان التي تشهد تأثيراتها بشكل لا يمكن تجاهله. الزلازل في تركيا تمثل جزءًا مهمًا من تاريخها، حيث تكمن علاقة متينة بين هذا البلد وهذه الظاهرة الطبيعية. سنستعرض في هذا المقال هذه العلاقة وتأثير الزلازل على تركيا، وكيف تواجه هذا البلد الصعاب والتحديات الناتجة عن هذه الظاهرة الطبيعية.
أسرار وألغاز النشاط الزلزالي في تركيا
تمر تركيا بظاهرة غريبة ومعقدة تتعلق بتحرك الصفيحة العربية تحتها، على الرغم من أن كلتي الصفيحتين تتمتعان بنفس الكثافة. هذا الظاهرة تثير العديد من التساؤلات، ولا سيما في المناطق الشرقية من تركيا. ففي هذه المناطق، تتواجد سلاسل من البراكين، تشبه الأقماع الجبلية المرتفعة والمغطاة بالثلوج، وهي تشكل جزءاً من “حافة النار” المعروفة في المحيط الهادئ والتي تتميز بنشاط زلزالي متواصل. و ترتبط تركيا بشكل لا يمكن تجاهله بالهزات الأرضية والزلازل التي تجتاح المنطقة بشكل دوري ومكثف. هذه الظاهرة الطبيعية لها جذور متعددة وأسباب معقدة تفسر تحوّل تركيا إلى مركز رئيسي للزلازل. إليكم فيما يلي بعض الجوانب الأساسية التي تساهم في هذا التحوّل:
- الموقع الجغرافي والخطوط الصدعية: يقع تركيا في منطقة تشهد تقاطع صفائح أرضية متعددة، حيث تواجه صفيحة الأناضولية ضغوطاً من الصفيحة العربية والصفيحة الأوراسية. هذا التقاطع يجعل تركيا عرضة للهزات الأرضية نتيجة للصدعات الجيولوجية المستمرة.
- حجم الفوالق الأرضية: بعض المناطق في تركيا تقع عند نقاط إلتقاء صدع خليج العقبة والبحر الميت، مما يجعلها عرضة لهزات أرضية هائلة نتيجة للفوالق الأرضية الضخمة في هذه المنطقة.
- ظاهرة الرسوبيات الأرضية: تتعرض تركيا أيضاً لظاهرة الرسوبيات الأرضية التي تتسبب في تحرك طبقات القشرة الأرضية وتزيد من احتمالية حدوث الزلازل.
- المنشآت الضخمة: إن بناء المنشآت والمباني الهندسية الكبيرة، مثل السدود ومشروع قناة إسطنبول، يمكن أن يزيد من الحمل على القشرة الأرضية ويسهم في حدوث الزلازل.
هذه العوامل تجمع جميعها لتجعل تركيا منطقة حساسة للزلازل وتجعل من دراستها وفهمها ضرورة حيوية للتصدي لتلك التحديات الطبيعية المستمرة.
زلزال تركيا المُدمر، 6 فبراير التاريخ الذي لا يُنسى
6 فبراير وتحديداً في الساعة 4:17 صباحاً بالتوقيت المحلي ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 7.8 درجة مناطق شاسعة من تركيا وأجزاء من سوريا، وكان مركزه السطحي غرب مدينة غازي عنتاب و بعد مرور تسع ساعات وتحديداً في الساعة 13:24 ظهراً وقع زلزال آخر بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر بمنطقة إيكين أوزو بالقربِ من مدينة مرعش وبلغ عدد ضحايا هذين الزلزالين في تركيا وسوريا حسب الإحصائيات أكثر من 51000 قتيلاً و 120000 مصاباً، وخلّفا أضراراً مادية جسيمة في كِلا البلدين.
هذه الفاجعة التي وصفت بأنها الأقوى في تركيا منذ ما يقارب 100 عام

تاريخ طويل من الزلازل في تركيا وعلاقة وطيدة لازالت مستمرة
فيما يلي نقدم لكم مراجعة سريعة للزلازل التي وقعت في تركيا :
زلزال أرزينجان 26121939

زلزال إرزنجان الذي وقع في 26 ديسمبر 1939، كان من أكبر الزلازل التي ضربت تركيا حيث بلغت شدته حوالي 7.8 درجة على مقياس ريختر، وكان ذلك في الساعة الخامسة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي، مما أسفر عن دمار هائل في منطقة إرزنجان ومدن مجاورة، وأدى إلى مقتل اكثر من 30 الف شخص وإصابة أكثر من 100 الف آخرين، وتضررت المباني والهياكل بشكل كبير، مما دفع بضرورة تعزيز معايير البناء والبنية التحتية الزلزالية في تركيا لتجنب مثل هذه الكوارث في المستقبل.
زلزال توكات ومركزه أربا 20121942

في يوم 20 ديسمبر من العام 1942، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بلدة إربا في ولاية توكات شمال تركيا، وقد أسفر هذا الزلزال عن فاجعة بلغ عدد ضحاياها حوالي 3 آلاف شخص. تعرضت مدينة توكات نفسها ومناطق أخرى لأضرار جسيمة، مع تدمير مئات المنازل والممتلكات العامة والخاصة
زلزال توسيا 26111943

زلزال توسيا، وقع بتاريخ 26111943 بقوة 7.6 وأسفر عن مقتل 4 آلاف شخص. وجرح أكثر من 50 شخص
زلزال بولو01 21944
